أفاق من نومه فى الصباح كعادته
حدق بنظره فى السقف و أدرك أن لونه قد تغير بمرور الزمن
فأخذ يسأل نفسه نفس الأسئلة:
وما الجديد ؟؟!! يحدث هذا كل يوم
لم يكن يجد سببا لاستيقاظه ، ولكنه كان مؤمن بأن الشمس يجب أن تأتى كل يوم
وفى اليوم الذى لن ترسل ضفائرها الطويله الى حجرته وتداعب جفنيه وتصبح الدنيا كلها ظلام لن يستيقظ
ظل محدقا بالسقف مدة طويلة وتساءل :
متى سأموت؟
ومن سيحملنى الى قبرى؟
وهل يوجد قبر لى؟
تذكر أن آخر ما فعله ابنه قبل أن يختفى هو تشييد قبرا ينتظر موته
أغمض عينيه و راح ف نعاس قصير ثم استيقظ ناظرا للسقف مرة أخرى
كان يشعر بأن هناك أوقات يتحدث معه السقف ويخبره حكايات طويلة منذ كان ناصع البياض حتى أصسبح لونه بهذه القتامة .
كان كلما سمع هذه الحكايات يبتسم ويتذكر شبابه وكيف كان قوياً ووسيماً وكانت كل الفتيات تحبه ولكنه تركهم كلهم من أجل أن يتزوج .
تحسس بيديه جواره وتذكر انها كانت فى صباح يوم ما نائمة بجانبه ولكن عندما استيقظ وحاول ايقاظها وجدها تنظر الى السقف ، ولم تستيقظ منذ ذلك الصباح ، وبعدما تركته ظل ينظرإلى السقف كل صباح محاولاً أن يلحق بها ولكنه لم يجدها
نظر طويلاً الى السقف وسأله :
ماذا كانت تقول لك وهى تنظر اليك فى هذا الصباح ؟
لماذا أخذتها اليك و لم تأخذنى معها ؟
متى ستجعلنى ألحق بها ؟؟
ولكن لم يجبه السقف كعادته ..
سالت دمعة بطيئة دافئة من عينيه على خده الأيمن حتى وصلت الى فمه فتذوقها بلسانه ولكنه لم يشعر بطعمها كما لم يعد يشعر بطعم الأيام التى تمر دون أدنى شعور منه أغمض عينيه ودخل فى نعاس قصير مرة أخرى
إستيقظ ناظراً الى السقف ثم حول نظره نحو الرداء الأبيض الملقى بجانبه وتساءل :
كيف سيكون شكلى وأنا أرتدى هذا الرداء الابيض ؟
عاد ينظر الى السقف مرة ثانيه وابتسم وهو يتخيله عاد للونه الأبيض الناصع وهو يرتدى زيه الأبيض الأخير والصباح يضيف على الدنيا اللون الابيض
كم سيكون ذلك جميلاً !!
أغلق عينيه وراح فى سبات طويل وعندما فتح عينيه هذه المرةلم يجد السقف فوقه